هل صحيح أن إستخدام الهاتف الخلوي وإشعاعاته تسبب السرطان؟
إن كنت من مدمني الهواتف المحمولة بكثرة، ولا تستطيع قضاء ولو يوم دون الإستعانة بها، فيجب عليك الإنتباه وقراءة هذا المقال لأخره، وإذا كان سؤالك هو هل صحيح أن استخدام الهاتف الخلوي والتعرض لإشعاعاته يتسبب في مرض السرطان ؟ فجوابك معنا،

هل صحيح أن استخدام الهاتف الخلوي وإشعاعاته تسبب السرطان؟
تتكاثر الأدلة والحجج يوما بعد يوم بشأن المخاطر التي يسببها جهاز الهاتف المحمول خاصة الإشعاعات الصادرة عنه أو الموجات الراديوية، سواء عند استخدامه مباشرة أو باستعمال سماعة أذن، ومن أبرز تلك المخاطر الإصابة بسرطان الدماغ.
الدراسة الفرنسية

- فقد أشارت دراسة فرنسية الى أن مستعملي الهواتف المحمولة خاصة الذكية منها بكثرة هم الأشخاص الأكثر عرضة بمعدل مرة إلى مرتين للتعرض لأورام وسرطانات دماغية وتوصلت الدراسة أيضا الى أن من يستعمل هاتفه المحمول لأكثر من 4 ساعات أسبوعيا على مدة خمس سنوات تقريبا يكون أكثر عرضة لتطوير هذه الأورام والسرطانات الدماغية، ولم يجد الباحثون أي علاقة بين استعمال الهاتف المحمول بشكل عادي مثلا كإجراء مكالمة هاتفية واحدة أسبوعيا لمدة ستة أشهر وأكثر وبين الأورام والسرطانات الدماغية، لكن في المقابل، وجدت زيادة في مخاطر الإصابة فى هذه الأورام لمن يستخدم الهاتف الخلوي بكثرة، وتجدر الاشارة أيضا الى أن هذه الدراسة لم تتضمن استخدام الهواتف المحمولة من أجل الرسائل النصية أو استخدام تطبيقات الانترنت.
- وأشارت الدراسة أيضا إلى أن الورم لا يحدث في جهة الاستعمال المباشر للهاتف المحمول وإنما في الجهة المقابلة من الدماغ لمكان استعماله بكثرة، أي إن كنت تستخدم الهاتف على اذنك اليمنى فإن الورم يكون في الجهة اليسرى، والعكس صحيح، كما أن الشك في مخاطر الإشعاع يتسع ليشمل أيضا الأشخاص المقربين من أبراج الاتصالات أو نقاط توزيع الواي فاي.
المؤتمر الأمريكي

إضافة الى أنه كشفت كيانات في أمريكا الشمالية ذات علاقة بالمجال الصحي في مؤتمر صحفي النتائج التي توصلت إليها في دراستها عن عواقب موجات الترددات الراديوية الموجودة في الهاتف المحمول هذا البحث الذي استغرق حوالي 10 سنوات، وتم برعاية من البرنامج الوطني لعلم السموم وقد شمل عدة تجارب على حوالي 3 آلاف من الفئران و الخنازير بمبلغ استثمارات يفوق 25 مليون دولار. هذا البحث الذي اتسم بالدقة والحذر لأنه كان قائما على القوارض وليس البشر والذي أتت نتائجه مؤكدة ومدعمة للدراسة الفرنسية وتتلخص في أن الإشعاعات الصادرة من هواتفنا المحمولة هي فعلا تزيد احتمالات الإصابة بالأورام، و تتسبب في الإضرار بالموارد الوراثية وفقدان وزن الجسم. وكان أكبر نتيجة لهذه المبادرة في صنف الفئران الذكور التي حصلت على أورام في الأعصاب القريبة للقلب مقارنة مع نظيراتها الإناث.
إلا أنه من جهة أخرى لم تسجل المجموعة الثانية من القوارض التي تم العمل عليها أيضا أية أعراض تذكر عند التعرض لنفس موجات الترددات الراديوية. وقال جون بوشر، وهو كبير العلماء المشاركين في المشروع منذ البداية لصحيفة واشنطن بوست: ” أنه في هذه المرحلة، لا نشعر بأننا قادرون على فهم ما يكفي حول النتائج المحصل عليها وذلك لإعطاء قدر كبير من الثقة فيها والايمان المطلق بها”. ويكمل العالم الخطاب بالقول إنه لم يجري أي تغيير أو تعديل في علاقته مع استخدام الهاتف المحمول، وإذا تأكدت الملاحظات، يمكن أن يكون الإشعاع محفزا للسرطان بنسبة ضعيفة.
كما أنه في نفس اليوم من المؤتمر، قدم البرنامج الوطني لعلم السموم تقريراً أولياً للمجتمع للتعليق على التجربة العلمية.
وختاماً رغم أن الهواتف النقالة الذكية أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياة البشر في مختلف أنحاء العالم فأصبح بذلك من شبه المستحيل الاستغناء عنها، إلا أنه يجب علينا استعمالها بحيطة وحذر.