عالم التكنولوجيا

أين الذكاء الاصطناعي في مكافحة COVID-19؟

في خضم الحرب ضد COVID-19، لا يبدو أن الذكاء الاصطناعي (AI) يلعب دورًا ثوريًا.

مع مواجهة العالم لأخطر أزمة طبية منذ عقود بسبب COVID-19، تم تطبيق العديد من التقنيات المتقدمة لمكافحة المرض، ومع ذلك، لا يبدو أن الذكاء الاصطناعي (AI) يلعب دورًا ثوريًا كما هو متوقع.

يا لروعة هذا الصمت

وفقًا لـ CNBC، فإن الحقيقة الغريبة هي أن مراكز اختبار الذكاء الاصطناعي الشهيرة مثل DeepMind أو OpenAI أو Facebook AI Research أو Microsoft هادئة نسبيًا، حتى عندما انتشرت جائحة COVID-19 حول العالم.

قال نيل لورنس، الرئيس السابق للتعلم الآلي في أمازون كامبريدج:

“يا لروعة هذا الصمت، لقد أظهر جائحة COVID-19 أن دور الذكاء الاصطناعي مبالغ فيه إلى حد ما”.

“إن هذه التكنولوجيا رائعة وستكون مفيدة في المستقبل، ولكن ليس من المستغرب أنه في جائحة مثل هذا، ما زلنا نعتمد بشدة على التقنيات التي تم اختبارها مسبقًا.”

تشمل هذه التقنيات تقنيات إحصائية تقليدية وفعالة ونماذج رياضية، حيث يتم استخدام النماذج الرياضية لبناء النماذج الوبائية والتنبؤ باحتمالية انتقالها، كما أن هذه التقنيات تثبت أنها أكثر فائدة من مجالات الذكاء الاصطناعي.

محاولات لتطبيق الذكاء الاصطناعي في العلاج الطبي

في الواقع، قامت العديد من البلدان بالترويج لتطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مكافحة الأمراض.

وفقًا لـ Forbes، في الكيان الصهيوني، قد طورت شركة الروبوتات التشخيصية الناشئة للتكنولوجيا منصة تصنيف تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما يسمح لمسؤولي الصحة بمراقبة أنماط انتشار الوباء باستمرار.

توفر المنصة أيضًا أدوات تحليلية تسمح بالتنبؤ بالمخاطر وتقييمها، وبالتالي تنفيذ التدابير الصحية بشكل أكثر فعالية.

كما تعمل حوالي 150 شركة ناشئة تكنولوجية أخرى في نفس المنطقة على استغلال الذكاء الاصطناعي للتعامل مع المرض.

قامت CLEW Medical بتطوير نماذج التعلم الآلي التي تمكّن موظفي وحدة الرعاية الصحية الخاصة من إدارة شدة المرض وعبء العمل بشكل فعال، بحيث يمكن الكشف عن حالة فشل الجهاز التنفسي للمريض في الوقت الحقيقي وإعطاء تنبيهات وقائية.

تم تطبيق هذه الحلول في العديد من المستشفيات ويتم اختبارها من قبل عدد من المؤسسات الصحية الأمريكية.

قامت شركة أخرى، تُسمّى Vocalis Health، بجمع عينات صوتية لمرضى COVID-19 والأشخاص الأصحاء، ثم استخدمت تقنية الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تصنيف المرضى وفحصهم ومراقبتهم عن بُعد.

مجهودات صينية

يبدو أن الصين واحدة من الشركات الرائدة في هذا الصدد عندما تحاول الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في محطات مترو الأنفاق ومحطات القطارات والأماكن العامة الأخرى، حيث يوجد العديد من الأشخاص الذين يعانون من حركة المرور.

في حين أن استخدام طرق قياس درجة الحرارة التقليدية يستغرق وقتًا طويلاً ويزيد من خطر انتقال العدوى بسبب الحشود، فقد أدخلت شركات مثل Wuhan Guide Infrared Co.Ltd تقنيات قياس درجة الحرارة متقدمة.

فبناء على رؤية الكمبيوتر وتكنولوجيا الأشعة تحت الحمراء، يمكن لهذه التقنيات الجديدة قياس درجات حرارة الجسم بدون تلامس، مما ينتج عنه نتائج موثوقة وفعالة عن بُعد.

باستخدام هذه التقنية، سيتم تحديد الأشخاص الذين تتجاوز درجة حرارة أجسامهم الحد الطبيعي بسرعة ودقة، مما يساهم في زيادة كفاءة مكافحة الأمراض.

مجهودات Baidu

وفقًا للمنتدى الاقتصادي العالمي، تقدم Baidu، إحدى شركات البحث والتطوير الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي في العالم خوارزميتها إلى وكالات الاختبار المتنقلة مجانًا، حيث زعمت بايدو أن خوارزميتها يمكن أن تساعد في تقليل الوقت التنبئي في عملية دراسة التركيب الثانوي للـ RNA للفيروس من 55 دقيقة إلى 27 ثانية فقط.

تعمل الخوارزمية أيضًا على تحسين المعدل التنبئي ودراسات الهيكل الثانوي للحمض النووي للفيروس بمقدار 120 مرة، وبذلك ستوفر وقت الانتظار للدراسات.

بالإضافة إلى ذلك، أطلقت مراكز مقاطعة تشجيانغ الصينية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أيضًا منصة اختبار وتحليل الجينات الآلية.

مجهودات DeepMind

وقد لوحظت خطوات كبيرة ملحوظة في العديد من أماكن أخرى من هذا العالم، ففي مارس، ادّعت DeepMind (الشركة البيريطانية التي امتكلتها فيسبوك لدعم تقينات الذكاء الاصطناعي) أنه اتم استخدام تقنية التعلم الآلي التي تسمى “النمذجة المجانية” لوصف هيكل الفيروس المتفشي.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي في أعمال الوقاية

لا يتم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في أنشطة العلاج المباشر فحسب، بل تساهم أيضًا بشكل كبير في أنشطة الوقاية من الأمراض.

أظهرت أستاذة علوم الكمبيوتر فيرينا ريسر في جامعة هيريوت وات (اسكتلندا) أنه يمكن استخدام الروبوتات ذاتية الدفع للمساعدة في التعقيم في المستشفيات.

في المملكة المتحدة، تم تطوير نظام التعرف على الوجه من قبل SCC للكشف عن المصابين، كما يمكن استخدام هذه الأنظمة أيضًا لجمع البيانات حول نسبة الأشخاص الذين يرتدون الأقنعة.

قيود على تطبيق الذكاء الاصطناعي

ومع ذلك، وفقًا للخبراء، فإن دور الذكاء الاصطناعي في التعامل مع COVID-19 ليس ثوريًا حقًا، وقد لا يحدث فرقًا كبيرًا كما توقع بعض الناس.

وفقًا لـ CNBC، يعتمد باحثو الذكاء الاصطناعي على كميات كبيرة من البيانات لتدريب خوارزمياتهم، ولكن لا توجد حاليًا بيانات كافية موثوقة حول فيروس كورونا المستجد للقيام بذلك.

قالت كاثرين بريسلين، مستشارة تعلُم الآلة التي عملت على جهاز Amazon Alexa:

“تتعلم معدات الذكاء الاصطناعي من كميات كبيرة من البيانات المصنفة يدويًا، لذلك، يتم استغراق وقت طويل وإنفاق تكلفة عالية لذلك”.

لذلك، فإن بناء خوارزميات الذكاء الاصطناعي واختبارها ونشرها على أرض الواقع يستغرق أيضًا وقتًا طويلاً، وبذلك، يكمن التحدي الذي يواجه الذكاء الاصطناعي في كيفية جمع البيانات بشكل أسرع وأقل تكلفة.

مجهودات أخرى

يحاول مجتمع الذكاء الاصطناعي حاليًا التفكير في طرق لجعله أكثر فائدة، حيث أعلنت Facebook AI مؤخرًا عن العديد من الشراكات مع الأكاديميين في جميع أنحاء الولايات المتحدة. 

وفي الوقت نفسه، يساعد السيد ديميس حسابيس، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة DeepMind، في مشروع جديد متعدد التخصصات يسمى DELVE، مخصص لدراسة علم الأوبئة الفيروسية.

كما توصي هيئة الإذاعة البريطانية ببذل جهد عالمي من صانعي السياسات لإقناع شركات الأدوية الكبرى بالعمل مع الباحثين وشركات التكنولوجيا لتوفير مصادر البيانات، عندها فقط ستلعب تقنية الذكاء الاصطناعي دورًا أكثر أهمية في المعركة العالمية ضد جائحة COVID-19.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *